نور حطم الرقم القياسي
العويران وعزيز سبقهم الثنيان
الهريفي عاد للصواب وعساف مميت
إعداد: راكان البركاتي
الخروج عن المألوف أمر غير محمود وبالأخص حينما يكون من قبل لاعبين تجاه وطنهم على صعيد المنتخب، فهذا أمر في غاية الصعوبة، والغريب أن مثل هذه التجاوزات لا تعاني منها الكرة في العالم العربي فقط ولكن حتى على الصعيد الأوروبي، فالاحتراف يقدر أهمية اللعب للمنتخب أو الوطن، ولن نذهب بعيداً، فالكل يذكر أن الاتحاد الدولي لكرة القدم طالب خلال المونديال الأخير بألمانيا بأن تنتهي الدوريات والمسابقات المحلية في العالم بشكل عام قبل شهر مايو لكي يتسنى للاعبين خوض غمار المونديال مع منتخباتهم.. "نجوم الملاعب" ترصد الخارجون عن القانون في القائمة الخضراء بعد هروب خالد عزيز من معسكر الأخضر الإعدادي قبيل المباراة الودية أمام غانا..
الخروج عن المألوف
لم يتعامل بعض اللاعبين ممن خرجوا عن المألوف وأوقفوا من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم خلال السنوات الأخيرة بروح المسئولية تجاه منتخب بلادهم، وبالطبع قد يكون عدم الانضباط نابع من جهل أو عن سوء تقدير أو محدودية الثقافة علماً بأن هذا لا يشفع لأي لاعب مهما كان اسمه وموهبته ومهما كانت الظروف التي جعلته يخرج عن المألوف ومهما كانت المبررات، ولعل ما فعله لاعب الهلال والمنتخب السعودي الأول لكرة القدم خالد عزيز مؤخراً وخروجه من معسكر المنتخب دون أي استئذان جعلنا نسلط الضوء على أبرز اللاعبين ممن تجاوزوا المعقول خلال السنوات الأخيرة تجاه الأخضر.
غياب الفيلسوف
وبالعودة للوراء لتاريخ التجاوزات والتلاعب بقميص الأخضر نجد أن لاعباً بحجم يوسف الثنيان حرم من تمثيل المنتخب السعودي بالولايات المتحدة الأمريكية بمونديال 94م في أول مشاركة للأخضر في هذا المحفل العالمي بسبب عدم انضابطه مع المنتخب بدليل أنه فاجأ المدرب الهولندي ليو بنهكر الذي قاد الأخضر في فترة الإعداد قبل المونديال والذي شاهده في مباراة جمعت فريقي بورتو البرتغالي والهلال في اعتزال مدافع الهلال حسين البيشي، وكان المنتخب السعودي الأول يقيم معسكراً في ملعب الملز وأقيمت المباراة في نفس الملعب مما جعل بنهكر يسأل لماذا لم يشاهد يوسف الثنيان في قائمة المنتخب فأكدوا له بأنه غير منضبط وهناك قرار إداري بعدم ضمه، وأصيب بنهكر بحزن شديد لعدم انضمام الثنيان الذي حرم نفسه وحرم الجمهور من المشاركة في المونديال، خاصة وأنه كان في أوج مجده ويبلغ من العمر 26 عاماً على عكس مشاركته في مونديال 98م حيث كان قد بلغ الثلاثين عاماً ولم يستطع اللعب كأساسي إلا حينما أشرف على المنتخب السعودي محمد الخراشي على الأخضر بعد إقالة المدرب كارلوس البرتو بيريرا ولعب الثنيان أمام منتخب جنوب إفريقيا في آخر مباراة في المجموعة التي ضمت الأخضر وفرنسا والدنمارك وجنوب إفريقيا.
تجاوزات الهريفي
فهد الهريفي كان من أفضل اللاعبين أداء وتحركاً في الملعب والركض خلف المهاجمين ولكنه أبعد عن الأخضر بقرار إداري، فلاعب مثل الثنيان تعرض للإبعاد بسبب أنه يبحث عن التميز وحده مثلما قيل في تلك الفترة في حين أن آخرين كانوا يؤكدون بأن السبب في إبعاد الهريفي عن قائمة الأخضر أن ثمة خلافاً بين الهريفي وبعض لاعبي المنتخب السعودي ممن هم خارج نادي النصر، مع العلم بأن إبعاد الهريفي لم يدم طويلاً، وعاد وشارك في مونديال 94م مع زملائه اللاعبين وبرز بشكل ملفت للأنظار في ذلك المونديال.
خميس أمريكا
ولن نذهب بعيداً فهناك النجم خميس العويران فهو الآخر لديه بعض التجاوزات في معسكر الأخضر خلال فترة من الفترات بالرغم من أن خميس من أفضل اللاعبين تعاملاً مع الإعلام ومع زملائه اللاعبين والجميع يشهد لخميس بأنه لم يتعرض لأي رياضي خلال وجوده بنادي الهلال أو الاتحاد ولكن ثمة تجاوزاً للعويران، وذكر بأن ذلك كان إبان فترة الإعداد التي قام بها المنتخب السعودي في جولة قبل مونديال 98م وشملت العديد من الدول منها أمريكا ثم كوريا الجنوبية وتعرض العويران خميس للإيقاف من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم في تلك الفترة.
نور والعفو الدائم
يبرز من ضمن اللاعبين المتجاوزين والخارجين عن قانون الأخضر وممن دأبوا على التجاوز قائد نادي الاتحاد ولاعب المنتخب السعودي السابق محمد نور والذي أوقف لعدة مرات، وأبرزها التجاوز الذي قام به اللاعب إبان فعاليات كأس الخليج السابعة عشرة والتي أقيمت في قطر عام 2004م حيث أوقفه الاتحاد السعودي ثم شمل محمد نور عفو ولكنه ما لبث وأن أوقف من خلال قضية تزوير في العقد الذي بينه وبين نادي الاتحاد مثلما كتبت الصحف العام الماضي مع العلم أن محمد نور يعتبر لاعباً ذا عطاء ولكن الأخضر بات يستغنى عنه خاصةً بعد ظهور لاعب مثل أحمد الموسى وتيسير الجاسم في نهائيات كأس آسيا الأخيرة كبدلاء عن نور وقدموا عطاءات مميزة جعلت الجماهير تنسى اسم قائد الاتحاد محمد نور والذي يشهد هجوماً عنيفاً خلال فترة وجيزة من الصحافة القريبة من رئيس نادي الاتحاد منصور البلوي بسبب أنه لاعب تخصص لعب حواري مما أدى إلى تراجع مستواه بشكل مزعج.
عساف الإمارات
وعلى غير العادة.. ظهر اسم حارس نادي الوحدة والمنتخب السعودي الأول عساف القرني الذي فاجأ الجميع إبان كأس العالم للشباب 2003 الرابعة عشرة والتي جرت بالإمارات وخلال البطولة وقبل المباراة الثانية أمام منتخب المكسيك فاجأ القرني الجميع وذهب إلى المسؤول عن منتخب الشباب وطالبه بالعودة إلى مسقط رأسه مكة المكرمة بسبب وفاة أحد أشقائه وبالفعل سمح للاعب بالعودة إلى السعودية ليفاجئ الجميع بعد يومين من عودته إلى أرض الوطن بأنه لايوجد وفاة أو أي أمر يدل على ذلك وأشقاؤه أحياء يرزقون وإنما هي حيلة اختلقها اللاعب ليعود دون أدنى مسؤولية للمنتخب والبطولة التي يشارك فيها وهو ما أجبر الاتحاد السعودي بإيقافه حتى إشعار آخر.
آخرهم عزيز
أخيرا خرج اللاعب خالد عزيز من معسكر المنتخب الأول المقام في العاصمة السعودية الرياض بدون أي استئذان والذي يعتبر خروجاً غير مبرر وغير مقنع وهذا يدل على عدم تحمل اللاعب أدنى مسئولية والغريب أنها ليست المرة الأولى التي يفعلها عزيز إذ فعلها مع الهلال قبل سنوات في مباراة هامة جمعت الهلال بالاتحاد ولكن هذه المرة التوقيت أو التجاوز لم يسعفه إذ كان مدرب المنتخب الأول البرازيلي أنجوس له بالمرصاد وفاجأ الجميع في تعليق له على هذه الواقعة إذ قال أنجوس بأنه في غنى عن خالد عزيز لأنه لاعب غير منضبط ولأول مرة يتخذ مدرب قراراً قبل الاتحاد السعودي ويسبقه في ذلك وهذا ما كنا قد تعودنا عليه أن الذي يتخذ القرار هو الاتحاد السعودي وإنما جاء القرار فنياً في هذه المرة وسبق القرار الإداري وفق ما يحصل في قارة أوروبا وهو ما حدث بين الكابتن روي كين ومدرب منتخب ايرلندا الجنوبية كارثي وهو الموضوع الذي تحدثنا عنه في مقدمة هذا التحقيق.
منقول